1 قراءة دقيقة
30 Jan
30Jan

شهدت الألفية الثالثة ثورات تقنية متعددة، وانطلاق تقنيات وأدوات مبتكرة غيرت وستغير مجرى البشرية، وما اعتاد عليه آباؤنا، على رأسها تقنية بلوك تشين Blockchain  أو ما يُعرف بـ”سلسلة الكتل”.

تعد بلوك تشين- التي أتاحها التوزيع العالمي لقدرات الحوسبة – أكبر سجل رقمي موزع ومفتوح، يسمح بنقل أصل الملكية من طرف إلى آخر في الوقت نفسه، دون الحاجة إلى وسيط، بدرجة أمان عالية، كما تعرف بأنها دفتر الأستاذ الرقمي الذي تُسجل فيه المعاملات؛ فعلى سبيل المثال: يتم تسجيل العملات المشفّرة- كالبيتكوين- زمنيًا وبشكل علني؛ بحيث يتمكن أي شخص في العالم الآن من تنزيل الكود وبدء التعدين للحصول على البيتكوين أو المشاركة بأفكار جديدة للشبكات، مبنية على منصة إيثريوم “Ethereum”.

نشأة بلوك تشين

في عام 2008 قدم Nakamoto Satoshi ورقة علمية شرح فيها كيفية إتمام المعاملات النقدية بين نظير وآخر دون وجود نظام مركزي، مقترحًا نظام دفع سُمّي بالتكوين دون الحاجة لنظام مركزي؛ حيث استبدل الطرف الثالث الموثوق به (البنك في حالات الدفع) بالتشفير، وشرح مفهوم بلوك تشين وكيفية استخدامه بشكل آمن وبسيط؛ لإتمام المعاملات بأعلى مستوى من الشفافية والنزاهة.

وترجع تسمية بلوك تشين إلى طبيعة عملها وطريقة تسجيل المعاملات وحفظها؛ إذ تسجِّل كل معاملة داخل الشبكة في كتلة، وتربط الكتل مع بعضها البعض؛ لذ أطلق عليها سلسلة الكتل.

تكمن فكرة تقنية بلوك تشين في تبادل القيمة بين طرفين، دون وجود نظام مركزي، والقيمة هنا يمكن أن تكون مبالغ مالية، أو ملكيات؛ مثل: ملكية عقارات، وسيارات، وملكية فكرية، وغيرها، أي شيء له قيمة، يتم عادة تبادله بين طرفين في ظل نظام مركزي يوثق ويعتمد هذا التبادل، لكن بلوك تشين تعتمد على تقنيات تشفير وخوارزميات الشبكة اللامركزية، وبروتوكول بلوك تشين لعمل هذا التبادل، دون وجود نظام مركزي.

آلية العمل

تجمع السجلات مع بعضها على شكل كتل؛ حيث يكون السجل عبارة عن معلومات يُراد إضافتها إلى قاعدة البيانات.

شبكات بلوك تشين

يوجد لشبكات بلوك تشين ثلاثة أنواع:

الأول: Public Blockchain

ويوجد منها نوعان:

Semi-Public Blockchain : وفيه تسير أغلب العملات الرقمية الجديدة؛ إذ يستطيع أي فرد استعراض العمليات، وعمل حوالات، لكن لا يُسمح لأي فرد بأن يكون فالديتور.

Public Blockchain : وفيه يستطيع أي شخص الدخول لأي شبكة؛ لعمل مراجعة ورؤية كل الحوالات بالشبكة من أول يوم لآخر يوم، كما يستطيع عمل حوالات على الشبكة، وعمليات بيع وشراء، ويسمح للفرد أن يكون فالديتور، ومثال لها شبكة البيتكوين.

الثاني: Federated Blockchain

شبكة بلوك تشين بين أعضاء فيها؛ وهنا يتم أيضًا تحديد الأعضاء الذين لهم حق الدخول على الشبكة.

الثالث: Private blockchain

شبكة بلوك تشين مخصصة لشركة محددة، لا يستطيع أحد الدخول عليها إلا أعضاء الشركة فقط، فإذا ما قررت الشركة عمل بلوك تشين لقسم الحسابات مثلاً؛ فإنها تتحكم فيمن يدخل إلى الشبكة.

مميزات بلوك تشين

شفافة: أي يمكن لأيّ شخص تتبع البيانات الواردة فيها.

غير قابلة للتغيير: لا يمكن لأي شخص العبث بالبيانات الموجودة بها.

رخيصة: حيث أدى إلغاء الوسطاء إلى توفير أموال كبيرة كانوا يتقاضونها.

لامركزية: ليست مملوكة لكيان واحد.

تطبيقات بلوك تشين في التعليم:

من أبرز تطبيقات بلوك تشين في قطاع التعليم:

اعتماد وتوثيق الدبلوم والشهادات الأكاديمية والمهنية: بتقديم المعلومات الأكاديمية للطالب بمحتواها المتمثّل في الألقاب والدبلومات والملاحظات والخبرات. وتمتاز بكونها محمية بدرجة عالية، ووسيلة مثلى لضمان عدم إجراء أي تعديل على الشهادات والدبلومات الحاصل عليها الطالب.

تأمين البيانات المؤرشفة: وذلك غالبًا في التعليم الافتراضي؛ حيث تتعرّض الوثائق في مثل هذا النوع للسرقة، وانتحال الشخصيات، وتغيير المعلومات؛ فجاءت بلوك تشين لتبدد أي محاولات في تغيير البيانات والمعلومات.

توثيق المعاملات: تُسهم في التحكم بالمعاملات الاقتصادية مع مؤسسات التعليم الإلكترونية؛ وبالتالي التحقق من مدى مصداقية المؤسسة التعليمية الافتراضية وتفادي الاحتيال.

اعتماد الشهادات وأوراق الاعتماد: وذلك على هامشِ تطبيق مجموعة مشاريع تتيح تقديم أوراق الاعتماد مرفق بها المهارات التي نالها الطالب خلال التعلم الجماعي.

تطبيقات بلوك تشين في القطاع الصحي:

سِجِلَّات المرضى

مع مرور الزمن، تصبح ملفات المرضى مشتملة على نوبات المرض والسجلات المتعلقة بالأمراض، ونتائج الفحوص المخبريّة، والعلاجات المختلفة، وهي أمور تستطيع بلوك تشين إدارتها بكفاءة، مع إضافة فترات العلاج داخل المستشفيات والعيادات الخارجية وغيرها.

فهرسة المرضى

تعطي تقنية بلوك تشين طرقًا مختلفة لإدخال المعلومات واسترجاعها، في كل مرّة تًستخدم فيها؛ حيث تتجمع تلك المعلومات في دفتر واحد، ولا يقتصر تبويبها على إسنادها إلى اسم (أو رقم) بعينه، بل إلى المريض نفسه. ويستطيع من يبحث عن المعلومات بتلك التقنية الحصول على عناوين مختلفة، ومفاتيح مختلفة لأنواع المعلومات، لكنها تكون موحدة عبر تعريف موحّد يتصل بشخص المريض.

التأمين الصحي

ترتكز تقنية بلوك تشين على تأكيد هوية المستخدم في كل عملية استعمال للمعلومات؛ وبذا تكون قيّمَةً تمامًا في جعل عملية التثبت من الهوية في التأمين الصحي تجري تلقائيًّا؛ ما يعطي ضمانًا في أمن المعلومات عند التوافق بين أطراف التعاقد عبر الشبكات الإلكترونيّة، كما يؤدي غياب الحاجة إلى إدارة مركزيّة، إلى تقليل الأخطاء والتحايل والتزوير أيضًا.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.