1 قراءة دقيقة
06 Jan
06Jan

بالتأكيد تعد العلاقة الجنسية وإشباع الرغبات الفطرية والغريزية لدى الرجال والنساء من أحد أهم العناصر التي تتواجد في الحياة الزوجية بين طرفي العلاقة ولكن لا تتوقف أهمية العلاقة الجنسية على المتعة فقط بل الأمر يتصل بالحياة العاطفية والصحية والقدرات العقلية لدى الرجال والنساء.

 وإذا ما نظرنا إلى الأمور من الناحية العلمية نجد أن البشر في خطر كبير بسسب نمط الحياة السريع والمزدحم الذي يضغط بقوة على كيان الإنسان الجسدي والعقلي بشكل يجعله ينسى حتى إشباع رغباته الجنسية بشكل منتظم وسليم مما يؤثر بشكل سلبي للغاية على جودة حياته بشكل مباشر وغير مباشر، بحسب مجلة "الرجل". 

ففي دراسة علمية نشرت في الدوريات العلمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010  أظهرت نتائج الدراسة بأن عدد الأزواج الذين يمارسون العلاقة الجنسية بانتظام أقل تفوق الـ 15% بالمقارنة مع فترة التسعينيات من القرن الماضي وأن النسبة تتواصل في التطور نحو الأسوء مع توالي السنوات.

 وقبل أن نخوض في أهمية الجنس الحقيقة بالنسبة لحياة الزوجين علينا أن نجيب عن سؤال هل الجنس مفيد حقاً للحياة الزوجية أم أن أهميته تقتصر على المتعة فقط ؟ .. 

ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال ووفقاً للدراسات  الطبية يعد الجنس هو جزء طبيعي وضروري من العلاقة الإنسانية الصحية بين الزوج والزوجة وكلما كان نمط العلاقة الجنسية غير منتظم أو متباعد بين المرة والأخرى فإن احتمالية وقوع أحد الزوجين أو كلاهما في فخ الاعتالات النفسية مثل الاكتئاب والإحباط والشعور بالضغط النفسي تتعاظم . 

أما عن التأثير العلاقة الجنسية الرائع في الحياة الزوجية بين طرفي العلاقة فإن لها دور كبير في منح الرجل والمرأة تلك الفوائد التالية :- 

  • عاطفة أكثر توهجاً

ممارسة العلاقة الجنسية بانتظام تؤدي بشكل مباشر إلى تطور وتقوية الحياة العاطفية بين الزوجين فتبادل الأحاديث قبل وأثناء وبعد العلاقة الجنسية تجعل عملية التواصل بين الزوجين أكثر انفتاحاً وتفهماً وتعمق معرفة كل طرف بشريكه بشكل أعمق وأكبر وهو بالتأكيد ما يعمق مشاعر الحب والاحترام والاحتياج العاطفي أيضاً بين الزوج والزوجة . 

  • مزيد من الاستقرار

ما لا يعرفه الكثير من الأزواج أنه كلما كانت العلاقة الجنسية بين الأزواج منتظمة وصحية  وتُتشعر كلا الطرفين بالرضا كلما ازداد الشعور بالاستقرار النفسي والعاطفي وهو ما يقلل بشكل غير مباشر بكل تأكيد من نسب الطلاق المنتشرة عالمياً وخاصةً في الوطن العربي . 

  • حياة أفضل

ترتبط العلاقة الحميمية الجنسية والحياة الجنسية المرضية بالجودة الشاملة لحياة الأزواج فكما ذكرنا من قبل تعزز ممارسة الجنس بانتظام من الرضا والنظر بشكل أكثر تفاؤل للحياة وهو ما يجعل الإنسان أكثر ثقة وقوة على الجانب النفسي . وعلى الجانب العضوي فإن امتلاك نمط حياة جنسية منتظم يجعل العقل  يطلق الإندورفين والأوكسيتوسين وهي هرمونات تعزز الشعور بالسعادة مما يجعل الروابط بين الأزواج أكثر قوة ومتانة 

  • أكثر ذكاءاً !

صدق أو لا تصدق أظهرت دراسة أجريت عام 2013 في جامعة ماريلاند الأمريكية تم اختبارها على الفئران التي سمح لها بممارسة الجنس بشكل مكثف بأنها قدراتها الاستيعابية والذهنية أصبحت أقوى وأنشط بالمقارنة مع حالاتها السابقة قبل التجربة . 

  • تعزيز الصحة البدنية

إذا كانت الفوائد العاطفية والعقلية لممارسة الجنس غير كافية فيمكنك إضافة الفوائد البدنية أيضاً فبحسب الدراسات الطبية تقوم ممارسة العلاقة الجنسية على تنشيط مجموعة كاملة من الناقلات العصبية التي تؤثر على الدماغ بشكل يجعله القدرات العقلية أكثر قوة ونشاطاً كما ثبُت علمياً أن العلاقة الجنسية تساعد على خفض ضغط الدم وتعزيز القدرة على النوم ودعم وتقوية الجهاز المناعي للبشر بالإضافة إلى تخفيف التوتر والاكتئاب وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين قوة الانتصاب بالنسبة للرجال بحسب بحث نشرته جامعة هارفارد . 

  • هل هناك عدد ثابت لممارسة العلاقة الجنسية بين الأزواج ؟

بالتأكيد لا يوجد رقم سحري وثابت للعدد المثالي بالنسبة للممارسة العلاقة الجنسية الزوجية فالأمر يتعلق بطبيعة الحياة ونمطها وطبيعة العلاقة العاطفية والحالة الصحية بالنسبة لطرفي العلاقة ولكن على الأقل يجب أن تحتل العلاقة الجنسية أولوية بين الأزواج وأن لا يتم الاستهتار وإهمال فوائدها والحرص على ممارستها كلما كان الأمر ممكناً  . 

ولتحسين جودة الحياة الجنسية ويشير تقرير نشرته جامعة هارفارد إلى أن الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يحفز حياتك الجنسية عن طريق تحسين تدفق الدم إلى أعضائك الجنسية وتقوية عضلات القلب كما أن فقدان الوزن له أثر كبير في تحسين الحياة الزوجية . 

ولعل من بين أحد الأسباب الخفية لموت العلاقة الجنسية بين الزوجين هي  ترك المشاكل التي لم تحل بين الزوجين عالقة دون وضع حلول جذرية لها  حيث يتفق خبراء علم النفس الإجماع تقريباً على أنه عندما يعاني الأزواج من مشاكل في انتظام العلاقة الجنسية فإنه عادةً يكون السبب في ذلك هو وجود مشكلة أعمق في العلاقة فمشاعر الغضب والاستياء والإحباط وخيبة الأمل المكبوتة بين الأزواج لن تؤدي بكل تأكيد إلى علاقة جنسية سليمة. 

وينصح المتخصصين الأزواج وخاصة الرجال بالتعبير بصدق ودون خجل عن جميع الأفكار والمشاعر لشريكاتهم فوصول طرفي العلاقة إلى مرحلة عالية من التفاهم والقبول تعزز من الاحترام والحب وتجعل من السهل على الزوج والزوجة التعبر عن رغباتهم واحتياجاتهم الجنسية وبالطبع الابتعاد قدر الإمكان عن الوقوع في فخ الإجهاد والقلق والضغط النفسي من الأمور التي يجب الانتباه إليها حتى تتعزز الحياة الجنسية بين الزوجين. 

ولأن العلاقة الجنسبة لا تتعلق بالاتصال الجنسي فقط فإن المتخصصين ينصحون بعدم إهمال  العناق والتقبيل بجانب التدليك والغزل أمور تساعد في الحفاظ على الشرارة وإبقاء الحياة الجنسية مشتعلة وصحية إلى أبعد الحدود.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.