1 قراءة دقيقة
10 Jan
10Jan

لكل من لديه أطفال، أطفال هذا العصر الذين أصبح لديهم الكثير من الأجهزة التقنية في متناول أيديهم، وهذه الأخيرة كما لها فوائد وإيجابيات لها بالمقابل العديد من المضار والسلبيات، في حالة واحدة فقط وهي: عدم الاستخدام الجيد. 

  • كيف تقوم بحماية أطفالك من مخاطر الهواتف الذكية والانترنت

 من المؤكد أننا حين نقول عدم الاستخدام الجيد فإن هذا يشمل الكبار والصغار، فهناك مستخدمون كبار ليس لديهم ثقافة تقنية، ولا أخلاق طيبة في استخدام التقنية، سواء هواتف ولوحيات، وكذا الولوج لعالم الانترنت، ولكن حينما نتحدث عن الصغار، فالاستخدام السيء لا يكون معيبا في حقهم، فهم أصلا في مرحلة التعلم، ويحتاجون لمن يوجههم، وفي حال تم تركهم لوحدهم مع أجهزتهم وعالم الانترنت، فهذا سيكون مضرا بالتأكيد، وفي هذا المقال سنتحدث في هذا الموضوع المهم، مخاطر الانترنت والهواتف الذكية على الأطفال.   

  • ما هي مخاطر الأجهزة الذكية والانترنت؟

 من المؤكد أننا سنغوص في بحر عميق، فمن منّا يجهل هذه المخاطر؟ هي كثيرة أكثر من أن نستطيع عدّها وإحصائها، وهي متعلقة بكل طفل والمنطقة المحيطة به، لكن يمكن إجمالها في بعض المخاطر المشهورة والتي للتقنية بخاصة الهواتف الذكية واللوحيات والانترنت أثر كبير فيها وهي كالتالي: 

العزلة الاجتماعية: هذه من بين أشهر مخاطر الانترنت وكذلك الهواتف الذكية واللوحيات، وخاصة على الأطفال، فالطفل المعتاد على هذه الأجهزة سيجد صعوبة على التواصل الصحيح في العالم الحقيقي، فالعالم الافتراضي: التطبيقات والألعاب وكذا الشبكات الاجتماعية ستصرفه عن العالم الحقيقي، وستكون التقنية أكثر ضرارا في حال زادت عن حدّها وقد تسبب أمراضا نفسية كما ذكرنا في مقالنا: دراسة: هل الهواتف الذكية واللوحيات تسبب مرض التوحد للأطفال؟ 

الإدمان: لما نذكر هذه الكلمة يقابلها تماما الإدمان على المخدرات أو التدخين وغير ذلك من الأمور المعروفة في عالم الإدمان، لن نبالغ إن قلنا أن الإدمان على الهواتف الذكية وما تحويه يساوي الإدمان على المخدرات والتبغ وغير ذلك، هم في نفس المستوى، ويصعب جعل الطفل في حالة جيدة إن كان مدمنا على هذه الأجهزة، وتم فصلها عنه، فسيتغير سلوكه ويصبح عدوانيا، ولا يجد راحته إلا مع هذه الأجهزة. 

المضار الصحية: بطبيعة الحال ثبت علميا  المضار الصحية لكثرة التعرض لهذه الأجهزة، ونقصد بالمضار الصحية الناحية العضوية، سواء ضعف في النظر، أو حتى في أعضاء أخرى من أعضاء الجسم. 

المضار النفسية: يجد الطفل صعوبة في التواصل مع الأهل وحتى الوالدين، وهذا يمكن تصنيفه إجمالا مع النقطة الأولى، لكن لأهميتها نعيد ذكرها في نقطة منفصلة، وغير ذلك من المضار النفسية. إجمالا لا يمكن القول أن هذه هي المضار الوحيدة التي قد تصيب الطفل الذي يستخدم التقنية: الهواتف واللوحيات والانترنت، بل هناك مضار أخرى، مثل تعرّضه لأفكار هدّامة، أو تشبّعه بعقائد فاسدة وغير ذلك من الناحية الروحية. 

  • ماذا يجب أن يفعل الآباء والأمهات لحماية أطفالهم؟

 للتوضيح، يجب ألا يعتقد أي أب أو أم أن حديثنا في هذا المقال عن مخاطر الأجهزة التقنية أو الانترنت يقابله ضرورة منع الأطفال عن استخدامها، بل على العكس، نحن في هذا المقال نسعى لتأكيد مفهوم الوسطية في كل شيء، لا إفراط ولا تفريط، والعمل بالمثل الذي نعتمده في مقالاتنا دوما: الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه.

 نعتقد أن الحل يكمن في استخدام الحكمة، باعتماد المثل السابق الذكر، فلا يجب منع التقنية مباشرة عن الطفل، حتى ولو كان مصابا بالإدمان عليها، لكن يجب البحث عن طرق مفيدة لجعله يبتعد عنها، وهناك طرق كثيرة. 

  • من بين هذه الطرق الخروج في نزهات عائلية بعيدا عن جو التقنية، في أماكن مريحة ويمكن للطفل أن يسرح ويمرح فيها بعيدا عن جو التقنية وهذه الأجهزة، إضافة إلى دمج الطفل في عالم مليء بالأطفال، هذا من شأنه أن يكسبه القدرة على التعلم والتواصل الاجتماعي، مع التوجيه الدائم والجلوس معه أكبر وقت ممكن، وعدم تركه عرضة دائما لهذه الأجهزة والانترنت.
  • من بين الحلول أيضا، تعليم الطفل أن هذه التقنية: الهواتف الذكية واللوحيات والانترنت، ليس العالم الحقيقي، بل هي مجرد وسائل، ولا يجب قضاء كل الوقت فيها، ومثال ذلك على مائدة الطعام، يجب منع الأطفال من استخدام الهواتف على مائدة الطعام، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للجلسات العائلية، حيث تجتمع الأسرة بين الفينة والأخرى لزيادة الروابط والدخول في مواضيع تزيد قوة التواصل بينهم، وبخاصة بين الكبار منهم والأطفال.

 الخلاصة:

مخاطر التقنية لا تصيب الصغار فقط بل الكبار أيضا، لكنها على الصغار أخطر، وهنا يجب أن يكون الوالدين غير مصاب بهذه المخاطر، مثل إدمان استخدام التقنية، وبالتالي يمكن الحد من مخاطرها على الأطفال بالعمل على تنظيم وقت استخدامها والحرص على منع الأطفال من الإدمان عليها.

 أفدنا بتجربتك مع أطفالك؟ 

من المؤكد أن لكل واحد من زوارنا هاتف ذكي أو جهاز لوحي، وكثيرون منهم آباء وأمهات، نرجو منكم إفادتنا بتجاربكم في هذا العالم، وكيف تقومون بتحسين استخدام أطفالكم للتقنية؟ وإبعاد مخاطرها عنهم؟

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.